أخر الاخبار

ما هو الطعام الذي حرمه الرسول على نفسه

ما هو الطعام الذي حرمه الرسول على نفسه

النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن مخطئاً عندما حرّم العسل على نفسه، بل فعل ذلك اعتقاداً منه أنه يحتوي على رائحة، وصرحت بعض أزواجه بذلك. كان حريصاً على أن يكون رائحته طيبة فقط، لأنه يشربها في صلاته وأثناء مخاطبة الله والملائكة. ووصفه بالخطأ كان قلة أدباً وغير ملائماً لمكانته الرفيعة. بجزء من آية التحريم كان الله يوبّخه لتضييقه على نفسه وحرمانه من الأشياء التي أحلها الله له.

العلامة ابن جزي أوضح تحريم العسل كونه لم يكن للرضا عن أزواجه، بل لرائحته، وأن الله عفا عنه وغفر له. العتاب الذي وجه للنبي في هذا الأمر كان كرامة له، وكان على تضييقه على نفسه وامتناعه من الأشياء التي تحل له. كان زلة أن يحرم ما أحله الله، وهذا كان قلة أدباً منه لمكانته كنبيّ.

قال ابن حجر في فتح الباري، تعليقًا على هذا الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزعم بضرورة اجتناب الرائحة الكريهة لأنه كان كثير الصلاة ولأن الوحي كان يتنزل عليه.

 شرب النبي للعسل 

كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يستمتع بشرب الحليب والعسل، وفي يوم من الأيام ذهب إلى زينب بنت جحش - وافتخر- شرب الحبيب عندي عسلا، كما جاء في الحديث المروي عن الإمام البخاري، حسبما ذكرته عائشة -رضي الله عنها-.كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُقام في بيت زينب بنت جحش، ويشرب العسل عندها.

 اتفاق زوجاته عليه 

عندما علمت عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله قد شرب العسل مع زينب بنت جحش -رضي الله عنها-، شعرت ببعض الغيرة، وهذا أمر طبيعي وفقًا للطبيعة البشرية والتفاعلات العادية بين النساء. فاتفقت عائشة مع  حفصة رضي الله عنهما أن أي واحدة منهن سيدخل عليها رسول الله ليخبرها بأنهن يشمن رائحة المغافير، فهل تأكلن المغافير؟.

والمغفير؛ هو مادة لزجة الطعم وكريهة الرائحة، وقد دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على امرأة كانت تستخدمها، فسألته عنها فأجابها - عليه الصلاة والسلام -:ثم قال: لا، بل شربت عسل عند زينب بنت جحش ولن أعود لذلك.

وقد امتنع النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن تناول العسل رغم أنه حلال له، ثم نزلت الآية القرآنية التي تحدثت عن هذا الأمر: 

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ۖ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (1)

وقد ذكر  ابن جرير الطبري يُزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم حرّم على نفسه ماريّة أو أي نوع من الطعام، على الرغم من أن الله جعلها حلالًا له، وذلك وفقًا لإحدى الروايات الضعيفة التي تشير إلى أن هذه الآية نزلت بخصوص امتناع النبي عن شيء من المأكولات أو المشروبات.

 عتاب الله لرسوله 

في هذه الآية، يوجد عتاب من الله لرسوله، لأنه قام بحظر شيء على نفسه رغم أن الله أباحه له، ولا يجب عليك حرمان نفسك من ما أباحه الله لك من أجل إرضاء الآخرين ونساءك.

بما أن الفعل الذي أداه صلى الله عليه وسلم هو جائز ولا يشكل مخالفة شرعية، إذ خاطبه الله بكلمة موصولة بالرحمة واللطف، لتظهر عظمته ورفعته في عين الله عز وجل، وتقديراً له واحتراماً له دون أن يُضع في موقف محرج أمام أي شخص من البشر.

انتهت الآية بالحديث عن الغفران، وهذا ليس لإسعاد قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، لكي لا يشعر بالحزن بسبب الانتقادات التي وجهها الله إليه، ولأن الله سيغفر له ما فعله لأنه كريم ورحيم. ومن ثم، تظهر الآيات مظاهر رحمة الله تجاه نبيه.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-