قصة نبي الله يوسف هي مثال للصبر والحكمة والرضا بقضاء الله، قصة قال عنها الله: "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا اليك هذا القرأن" قصة أخذت موضع مرموق في القرأن الكريم والأحاديث النبوية.
قصة اليوم ليس مجرد قصة عادية بل هي قصة نبي إبن نبي نالت قصته مكانة عالية في القرأن كأحسن قصص القرأن الكريم، بدأ من غيرة إخوته منه وبيعه في مصر حتي رؤيته لهم وهم يسجدون، فما هي قصة النبي يوسف. تابع القرأة!
 |
| ملخص قصة يوسف الصديق |
قصة يوسف عليه السلام مختصرة
تدور قصة نبي الله يوسف حول رجلٍ صالحٍ ونبي من أنبياء الله تعالي في الأرض واسمه يعقوب، كان لديه اثني عشر ابنًا من زوجتين أختين، وكان يوسف الصديِق هو الابن قبل الأصغر والأحب إلى قلب النبي يعقوب الذي كان يخشي عليه من كل شئ.
رؤيا يوسف لأحد عشر كوكبًا وتفسيرها
قد رآى نبي الله يوسف حلمًا ورد فيه أنَّه يَرى أحدَ عشَرَ كوكَبًا والشَّمْسَ والقمرَ يسجدون له. فقص ما رأي علي والده الذي فسره له محذرا له من ذكره أمام أحد وبالأخص إخوته علماً منه بكيد الشيطان لأبناءه ولبتي البشر.
نبي الله يعقوب عليه السلام فهم من الحلم أن يوسف عليه السلام سيكون في منزلة مرموقة وسيكون سيدًا لأخوته، وأن الله سيُؤَدِّي إليه الأمور بالطريقة التي تناسب سعيه في سبيل الله.
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)
خطة الإخوة للتخلص من يوسف وبيعه في السوق
كان إخوة يوسف يحسدونه على محبة والده له، وكانوا يخططون لقتله لأنهم كانوا يرونه مجرد ابن صغير مدلل و مغرور.
وبينما هم في مجلسهم هذا اقترح أحد إخوة يوسف بيعه في السوق بدلاً من قتله، وذلك في أمل منهم أن يتخلصوا منه دون أن يلقوا بنفسهم في مشاكل أكبر، وتم الاتفاق على ذلك.
إستأذن الإخوة أبيهم الذي وافق بعد إلحاح شديد منهم وتعهدهم له بالحفاظ عليه، ليلقوه في البئر ومن ثم تم بيع يوسف عليه السلام إلى سيارة في طريقهم إلي مصر ليضمن الأخوة بُعد يوسف عنهم محتجين بذلك بفتك الذئب به، وتحدثت القصة في سورة يوسف من القرآن الكريم بهذا الخصوص.
ثم بعد ذلك قاموا ببيعه في السوق، حتى تم بيعه إلى رجلٍ ذي مكانة عالية ذكر في القرآن باسم (عزيز مصر).
۞لَّقَدۡ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخۡوَتِهِۦٓ ءَايَٰتٞ لِّلسَّآئِلِينَ (7) إِذۡ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحۡنُ عُصۡبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ (8) ٱقۡتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطۡرَحُوهُ أَرۡضٗا يَخۡلُ لَكُمۡ وَجۡهُ أَبِيكُمۡ وَتَكُونُواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ قَوۡمٗا صَٰلِحِينَ (9) قَالَ قَآئِلٞ مِّنۡهُمۡ لَا تَقۡتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلۡقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلۡجُبِّ يَلۡتَقِطۡهُ بَعۡضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ (10)
يوسف في بيت العزيز الرجل الذي اشتراه وتجنبه لفتنة المرأة
وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشۡتَرَاهُ مِن مِّصۡرَ لِٱمۡرَأَتِهِۦٓ أَكۡرِمِي مَثۡوَىٰهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗاۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِۚ وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِۦ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ (21)
تربي يوسف في بيت عزيز مصر، حتي شد عوده وكبر كشابا وسيما إفتتنت به النساء وبالأخص زوجة العزيز الذي هامت به حبا وأرادت امرأة العزيز أن تفتن به وتورده في الفاحشة، لكنه تجنب ذلك ونجا بعد تثبيت من الله له.
ذلك لأن يوسف عليه السلام كان رجلاً متقياً لله، ولا يريد أن يخون ثقة الرجل الذي اشتراه، ولا يريد الوقوع في الفساد والفجور. فتجنب الفتنة ورفض دعوة المرأة، واستمر في الحفاظ على نفسه ومروءته.
يوسف في السجن وتفسيره لحلم زميليه
تم إتهام النبي يوسف بالفاحشة وأُرسلَ إلى السجن. كان في السجن رجلان رئيا رؤيتين، أحدهما رأي أنَّه يُعصرُ الخمر للملك ويسقيه له، والآخر رأى أنَّه يَحمِلُ فوق رأسِهِ خبزًا تأكل الطير منه، وطلبا من يوسف تفسير هذه الرؤيا.
شرح لهما يوسف أنَّ الرَجُلَ الأوَّلَ سَيُصْبِحُ رَافِعُ الشراب للملكِ، وأنَّ الثّاني سَيُصْلِب فوق جذع النخل ثم يترك حتي تأكل الطير من رأسه، حدث ما تنبأ به النبي الكريم في التفسير، فقد عُفِيَ الأوَّل من السجن وأصبح يخدم الملك ويُقَدِّمُ له الشراب، أما الثاني، فقد تم إعدامه.
نسي الأول طلب يوسف منه أن يذكر للملك مظلمت يوسف، كما ورد في القرأن الكريم.
رؤية الملك وتفسير يوسف لها
في قصة يوسف عليه السلام، تحدث القرآن الكريم عن رؤية الملك التي رأى فيها سبع بقرات سمان تأكل سبع بقرات هزيلات، وسبع سنبلات خضراء وسبع سنابل يابسة. طلب الملك من الملاء تفسير رؤياه لكنهم عجزوا عن ذلك، ليتذكر ساقي الملك أخيرا أمر يوسف الذي قام بتفسير هذه الرؤية.
فشرح لهم يوسف أنَّ البقر السمين يدلُّ على سنواتٍ جيدةٍ في الزراعة والإنتاج، وأن البقر الهزيل يدلُّ على مجاعةٍ تضرب الأرض خلال سبعِ سنوات، وأن السنابل الخضراء تدل على سبع سنواتٍ جيدةٍ من الإنتاج، وأن السنابل اليابسة تدل على سنواتٍ مجاعيةٍ خلال سبع سنواتٍ.
وبناءً على هذا التفسير، نصح يوسف عليه السلام الملك بوضع خطةٍ لتخزين الغذاء خلال السنوات الجيدة، لكي يتمكنوا من تجاوز السنوات المجاعية التي ستأتي بعد ذلك. وقد أخذ الملك نصيحة يوسف، وبنى مخازن كبيرة لتخزين الغذاء خلال السنوات الجيدة، وبعد ذلك فعلاً جاءت السنوات المجاعية وتمكنوا من تجاوزها بفضل الله ثم تدابيرهم الحكيمة.
النبي يوسف يتولى مسؤولية المستشار الأول للملك
بعد هذه الأحداث، اختبر الملك يوسف بأمرٍ صعبٍ وهو تاويل رؤياه، وتمكن يوسف من تأويل الرؤيا بطريقةٍ ترضي الملك وتُثَبِّتُ له حكمته على المملكة. وعيَّنَ الملك يوسف مستشارًا له وأعطاه مسؤولية كبرى في الحكم.
وقد قام يوسف بعد ذلك بإدارة البلاد بحكمةٍ وعدلٍ، ونجح في إخراج المملكة من أزمة المجاعة وإعادة الحياة إليها.
لقاء يوسف بأخوته بعد سنوات من الابتعاد ومغفرته لهم
التقى يوسف بإخوته الذين كانوا قد باعوه في السابق عندما جأو ليأخذوا حنطة، ولكنهم لم يعرفوا عنه شيئًا بعد أن تم الاتفاق بينهم على رؤية والدهم الذي كان يشتاق لهم جميعًا. وعفا يوسف عن إخوته وغفر لهم.
اجتمع يوسف بإخوته واعترفوا له بما فعلوه في الماضي. وكان يوسف قادرًا على الانتقام من إخوته وتسديدِ الدين، لكنه اختار الصفح والمغفرة وعفا عنهم واتحدوا مرة أخرى كأسرة واحدة.
من هم الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر في قصة يوسف؟
وطلب يوسف رؤية أبويه ليأتوا جميعا من البدو إلي أرض مصر، حيث سجد له الأحد عشر كوكبا وهم إخوة يوسف والشمس والقمر أبوه وأمه، ليتم بذلك تأويل رؤيا النبي يوسف عليه السلام في أخر قصته التي ذكرت في القرأن الكريم.
وتعتبر هذه النهاية من أروعِ النهايات في الأدب العالمي، حيث تُظهِرُ قوة الشخصيةِ والتسامح والتضحية والمغفرة والرحمة.
العبر والدروس التي يمكن استخلاصها من قصة نبي الله يوسف
تحمل قصة نبي الله يوسف عليه السلام العديد من العبر والدروس التي يمكن استخلاصها، ومن أهمها:
1- الثقة بالله: يظهر في القصة كيف أن يوسف عليه السلام كان مؤمنًا بأن الله هو المتحكم في الأمور وهو الذي يقوم بتدبير كل شيء. وهذه الثقة بالله ساعدت يوسف على تحمُّل المحن والابتلاءات التي واجهها في حياته.
2- الصبر والتحمل: يظهر في القصة كيف صبر يوسف على ما أصابه من ظلم وظروف صعبة، وكان هذا الصبر والتحمل سببًا في نجاحه في النهاية.
3- العفو والمغفرة: يظهر في القصة كيف عفى يوسف على إخوته الذين خانوه في الماضي، وأعطاهم فرصةً جديدة للتعاون والتعايش كأسرةٍ واحدةٍ. وهذا يدل على أن المغفرة والعفو هما صفتان كريمتان تحث الإنسان على التسامح والرحمة.
4- العدل والإنصاف: يظهر في القصة كيف كان يوسف عليه السلام عادلاً في حكمه وإدارته للمملكة، وهذا يدل على أهمية العدل والإنصاف في تحقيق الاستقرار والسلم في المجتمعات.
5- التخطيط والتحضير: يظهر في القصة كيف اقترح يوسف على الملك خطةً للتخزين خلال السنوات الجيدة، وكان هذا الاستعداد والتحضير سببًا في تجاوز المملكة للأزمة الغذائية التي حدثت فيما بعد.
6- الحكمة والذكاء: يظهر في القصة كيف كان يوسف عليه السلام حكيمًا وذكيًا في طرح الأفكار وتفسير الأحلام، وكان هذا الحكمة والذكاء سببًا في تثبيت سلطته على المملكة ونجاحه في إدارتها.
7- الوفاء والإخلاص: يظهر في القصة كيف كان يوسف عليه السلام وفيًا للملك وعلى قدر عالٍ من الإخلاص في أداء مهامه، وهذه الصفات هي صفاتٌ يحبُّها الله ويمنَّ عليها بالنجاح والفلاح.
تلك كانت قصة نبي الله يوسف مختصرة وهذا ما استطعنا إختصاره منها، فالقصة شيقة وممتعة وتستحق أن نحكيها لأطفالنا قبل النوم. حسنا هذا ما كان بنا من اختصار قصة النبي يوسف من القرأن، والله أعلي وأعلم؟