أخر الاخبار

عالم المحيطات - الامواج القاتلة كيف انكرها العلماء ليثبتها الوقت؟

  

ظواهر الامواج القاتلة؟ حقيقة اكبر الامواج كيف انكرها العلماء ليثبتها الوقت؟
علاقة الأمواج القاتلة بغرق السفن

ظواهر لا تصدق تحدث فى عالم المحيطات

ظلت الدوامات البحرية القاتلة أسطورة في عالم المحيطات لفترة طويلة؟ ذلك لأن التيارات المحيطية العادية المعروفة تقعد بالرياح وتزداد على حسب شدة الرياح لذا فيمكن توقعها وحسابها.

لكن اكبر الامواج القاتلة تتسم بالحدوث المفاجئ والمراوغة وكذلك الضخامة.

ففي الماضي كان العلماء يعتقدون أن اكبر امواج المحيطات التي يصل إرتفاعها إلى 21 مترا من المستحيل أن تكون موجودة في عالمنا الواقعي، لذا كانت حكايات البحارة وقصصهم عن الأمواج القاتلة مجرد أساطير.

أما الدراسات الحالية فقد أكدت أن نسبة حدوث ظواهر مثل هذه الامواج الضخمة ضئيلة للغاية لدرجة تجعل إمكانية حدوثها هي مرة كل 10,000 سنة.

لكن البحارة قد أكدوا من تجاربهم في البحار أن تيارات المحيط تلك تحدث بشكل أكثر بكثير مما توقعه العلماء، ولدرجة أن بعض التقارير قد أكدت أن الدوامات البحرية القاتلة تحدث كل يومين تقريبا.

علاقة امواج البحر القاتلة بغرق السفن

لم يستطيع العلماء تحديد القوة لتلك الأمواج القاتلة إلا في عام ألف وتسعمئة وثمانين.

عندما تعرضت ناقلة البترول التي تدعى رييس لأمواج قاتلة، حينها قام السيد فيليب ليجو مساعد كابتن السفينة بالتقاط صورة للأمواج القاتلة. التي تعرض لها والتي وصل ارتفاعها إلى 30 م ونصف.

وقد تم قياسها من خلال معرفة إرتفاع السفينة ذاتها ومقارنة ارتفاع الموج بإرتفاع السفينة، ومنذ ذلك اليوم تحولت أسطورة الأمواج القاتلة إلى واقع حقيقي ومؤلم.

سر قوة الامواج المحيطية

لك تتخيل مدى تأثير قوة وضخامة تلك الأمواج.

تخيل أن هناك مبنى مكونا من تسعة أدوار يندفع نحوك بسرعة 120 كيلو مترا بالساعة و أمر مرعب للغاية.

وبغض النظر عن الصورة لم يستطع العلماء إيجاد أية مصدر موثوق آخر يدل على وجود الأمواج القاتلة، لذا ظل هناك تشكيك بوجودها.

كيف تغلب العلماء على الأمواج القاتلة؟

في عام ألف وتسعمئة و95 استطاع العلماء التغلب على الأمواج القاتلة.

فقد كانت محطة الوقود مؤسسة في بحر الشمال بين النرويج واسكتلندا، وقد تعرضت المحطة لأمواج كثيرة يصل ارتفاع معظمها إلى 10 م.

عالم المحيطات - الامواج القاتلة كيف انكرها العلماء ليثبتها الوقت؟

لكن فجأة بدون أي مقدمات ضربتهم موجة يصل إرتفاعها إلى 27.6 م، وقد كان في السفينة جهاز يقيس قوة الأمواج وارتفاعها، وكان مؤشر الجهاز بهذا الشكل.

ولهذا فقد علم العلماء أن الموجة القاتلة تكون موجة فردية تأتي وسط مجموعة من الأمواج المتوسطة بدون أي إنذار.

ما هي أنواع امواج المحيطات القاتلة؟

استطاع العلماء تحديد أنواع مختلفة من الأمواج القاتلة في عالم المحيطات بحيث يكون لكل نوع خطورة كبيرة!

ولكن ما هي الأنواع الأكثر خطورة من بينها؟

  • يعد الحائط المائي أو الموجة المنفردة هي الأكثر خطورة في  التيارات المحيطية ولأنها تضرب بشكل مفاجئ وبإرتفاع عالي جدا دون أي سابق إنذار. وكذلك تختفي بسرعة أيضا.

هذا ما تعرضت له السفينة النرويجية الترفيهية عندما ضربتها الموجة المنفردة في مقدمة السفينة، وحولت المقدمة إلى حطام حقيقي.

يؤكد العلماء أن الموجة لو وصلت إلى منتصف السفينة كانت السفينة الآن في عداد المفقودين غارقة في مياه المحيط.

  • ومن أكثر الأنواع الخطيرة أيضا هي الأمواج الثلاثة الأشقاء وهي عبارة عن ثلاثة أمواج قاتلة تكون الموجة الثانية فيها هي الموجة الأكثر قوة وشراسة.
هذا ما حدث مع ناقلة البترول النرويجية التي تدعى وي ستار وكما نرى جميعا السفينة، قد تدمرت تماما من شدة الأمواج.

  • أما الموجة القاتلة التالية تختلف قليلا عن الأنواع الأخرى والتي تدعى فجوة البحار هي عبارة عن موجتين عاليتين بالمعدل المتوسط. وبعد ذلك يتباعداً عن بعضهما لتنفتح فتحة بينهما، وعندما تدخل سفينة في تلك الفتحة تتدمر السفينة وتغرق على الفوق.

  • يعد النوع التالي هو أكثر الأنواع النادرة في الحدوث وهي الأمواج المربعة: هي أمواج تحدث في الاتجاهات الأربعة، بنفس القوة والإرتفاع. تعد السفينة التي تدخل فيها هالكة لا محالة لأنه لا توجد أي طريقة تمكن السفينة من الخروج منها وتظل تتأرجح يمينا ويسارا حتى تتدمر تماما.

هل يمكننا على الأقل أن نتنبأ بحدوث الدوامات البحرية القاتلة؟

حتى الآن؟ لم يستطع العلماء صنع جهازا يتنبأ بحدوث الأمواج القاتلة في عالم المحيطات بشكل دقيق، فمسألة الاختراعات تحت التطوير.

في عام 2000 تم تسديد قمر صناعي ليراقب المحيطات وتحديدا تيارات المحيط العالية.

وبعد ثلاثة أسابيع اكتشف العلماء أن هناك عشرة أمواج منفردة قاتلة قد ضربت مياه المحيط وكان ارتفاعها يتعدى 25 م، ومن بعدها حاول العلماء دراسة الأماكن التي يشيع فيها حدوث تلك الأمواج لكي يحاولوا تجنبها.

وبالفعل إستطاعت الدراسة تحديد طريقا آمنا للسفن يجعل حدوث مثل تلك الأمواج أمرا نادرا للغاية، لكن هذا لا يضمن فيما بعد عدم حدوث الموجة القاتلة بنسبة 100%.

فما زال العلم بحاجة إلى تطور أكثر لمحاولة التنبؤ بالأمواج القاتلة وتجنب التعرض لها.

حتى نهايات القرن التاسع عشر كانت هناك سفينة تفقد في وسط البحار كل يوم دون أن نعلم عنها أي شيء، وقد كان القراصنة هم الأكثر ملامة في هذا الاختفاء.

ولكن مع تطور التكنولوجيا وإضافة وسائل الاتصال في السفن انخفض عدد السفن المفقودة بشكل كبير عن نمط البحار.

ففي عام 2005 أصبحت هناك سفينة فقط تفقد في البحار كل أسبوع، وأصبحنا نعلم الأسباب التي أدت إلى فقدان معظم السفن ومن أهمها الأمواج القاتلة.

والتي تغدر بالسفينة وربانها في أي وقت وتكون نتيجتها هي فقد مئات الأرواح في قاع المحيط.

لا زال العلماء حتى الآن ورغم التطورات العلمية الكبيرة غير قادرين على التنبؤ بالأمواج القاتلة، وأنت عزيزي القارئ ما رأيك؟ 

هل تعد الأمواج القاتلة مجرد أسطورة أم أنها واقع حقيقي موجود بالعالم الذي نعيش فيه؟

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-