قصة النبي ادريس عليه السلام واحدة من القصص العابرة في تاريخ الحضارة البشرية، واليوم سنتعرف علي ملخص قصة النبي ادريس عليه السلام.
![]() |
ملخص قصة إدريس عليه السلام |
حياة البشر بعد أدم عليه السلام
كلنا يعلم بأن أدم أبو البشر وكانت بداية البشر به هو وامنا حواء علي الارض، والتي نزلا إليها بعد عصيانهم لأمر الله تعالي حين أكلا من شجرة حرمت عليهما في الجنة. فنزلا إلي الأرض لتبدأ حياة البشر علي الأرض.
ليشهد العالم أول مذبحة في التاريخ بين الأخوين قابيل وهابيل، ليفترق أبناء أدم عليه السلام فمنهم من يسكن الجبال مع أبيه أدم، وقد سكن قابيل وأبنائه في السهول. لتنتشر المعاصي بين ذرية قابيل.
نسب نبي الله ادريس عليه السلام
بعد موت النبي ادم تولي زمام النبوة خلفه نبي الله "شيث" وقد نزل الله عليه العديد من التعاليم والصحف، ليأتي الحفيد الخامس لشيث عليه السلام وهو إدريس، ليكون إدريس هو ثالث أنبياء الله علي الأرض.
حيث كان البشر ذوات اعمار طويلة فقد روي بأن إدريس قد التقي بأدم وعاصره وعاش معه فترة من الزمن قبل وفاته.
نبوة النبي ادريس
ادريس هو ثالث الأنبياء بعد آدم وشيث عليهم جميعا السلام، فقد كان يدعو بني أدم علي شريعة شيث ويضيف عليها بأمر الله، فلقد زاد ظلم وفساد ابناء قابيل وعدوانهم علي المؤمنين شرع الله الجهاد علي نبيه إدريس فكان أول جاهد في سبيل الله.
واول من سبي فى سبيل الله، فلقد قام بتجهيز جيش من المؤمنين وقاتل أهل الفساد من ذرية قابيل فهذمهم بإذن الله تعالي وسبي منهم.
كان للنبي ادريس عليه السلام مكانة عالية عند الله عزّ وجل، قال تعالى:
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا).
وفي حديث صحيح عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم إنه قد التقى بالنبي إدريس في السماء الرابعة في ليلة الإسراء والمعراج، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه:
«ثُمَّ صَعِدَ بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ فَاسْتَفْتَحَ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَفُتِحَ، فَلَمَّا خَلَصْتُ إِلَى إِدْرِيسَ، قَالَ: هَذَا إِدْرِيسُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ».
صفات إدريس عليه السلام
حسب وصف ابن كثير للنبي إدريس عليه السلام قوله يقول:
كان رجلًا طويل القامة، جميل الوجه، ذو لحية كثيفة، عريض الكتفين، ذا بنية قوية، وعظام ضخمة ولحم قليل. كانت عيناه براقتين، سوداوتين، وكان يتكلم ببطء، قليل الكلام، هادئًا، يمشي ورأسه منخفض إلى الأرض، كثير التفكير، غاضبًا بسهولة، ويشير بإصبعه السبابة عندما يتكلم.
- تامّ القامة: كان طويل القامة، أو كان ذا قامة منتصبة.
- حسن الوجه: كان جميل الوجه، أو كان له وجه حسن الملامح.
- كثّ اللحية: كان ذو لحية كثيفة، أو كان له لحية طويلة وسميكة.
- عريض المنكبين: كان عريض الكتفين، أو كان له منكبان عريضان.
- ضخم العظام قليل اللحم: كان ذا بنية قوية، أو كان له عظام ضخمة ولحم قليل.
- برّاق العينين أكحلهما: كانت عيناه براقتين، أو كانت عيناه سوداوتين.
- متأنّيًا في كلامه: كان يتكلم ببطء، أو كان يزن كلامه قبل أن يتكلم.
- كثير الصمت: كان قليل الكلام، أو كان لا يتكلم إلا قليلاً.
- ساكن الأعضاء -هادئ-: كان هادئًا، أو كان لا يتحرك كثيرًا.
- إذا مشى أكثر نظره إلى الأرض: كان يمشي ورأسه منخفض إلى الأرض، أو كان يمشي وهو ينظر إلى الأرض أكثر من النظر إلى الأمام.
- كثير الفكرة: كان كثير التفكير، أو كان يفكر كثيرًا.
- به عبسة وإذا اغتاظ احتدّ: كان له وجه عبوس، أو كان غاضبًا بسهولة.
- يحرّك سبابته إذا تكلّم: كان يشير بإصبعه السبابة عندما يتكلم، أو كان يتحرك إصبعه السبابة عندما يتكلم.
اول من خط بالقلم
كان النبي إدريس عليه السلام أول من قام بتعليم الناس الكتابة بالقلم، فلقد ورد في صحيح ابن حبان قول النبي محمد ﷺ عن نبي الله ادريس عليه السلام: (أول من خط بالقلم).
راوي المناوي في فيض القدير في تفسير قول النبي محمد ﷺ عن إدريس عليه السلام اول من خط بالقلم: أي كتب ونظر في علم الحساب والنجوم.
ولكن يجب تذكيركم بأن علم النجوم على نوعين: فمنه المشروع وهناك ما هو الممنوع.
أول من خاط في التاريخ
نقل ابن حجر عن ابن إسحاق بأن أول من خاط الثياب هو إدريس عليه السلام، وفي فيض القدير للمناوي أنّ إدريس عليه السلام أول من خاط الثياب ولبسها ـ حيث كان الناس حينها يلبسون الجلود.
موت إدريس عليه السلام
اختلفَ المفسرون حول خبر موت النبي ادريس عليه السلام، بسبب أية ذكرة في القران الكريم: (ورَفَعنَاهُ مكَانا عَلِيا)، فقد قال اهل التفسير بان المقصود بالرفع للنبي إدريس هو الرفع الحسيّ إلى السماء الرابعة وهو أرجحُ الأقوال، وإن لم يُجزَم به لورود ذلك في حديث الإسراء، حيث مرّ بأدريس عليه السلام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهو في السماء الرابعة.
قبض روح إدريس في السماء الرابعة
تعدد رأي العلماء في هذا الأمر إلى أن نزل أمر من الله تعالى إلى ملك الموت -عليه السلام- بأن يقبض روح إدريس -عليه السلام- في السماء الرابعة، ونزل ملك الموت، ورفع إدريس عليه السلام بجناحيه إلى السماء وقبض الله روحه فيها، والنبي الوحيد الذي رفع إلى السماء ولم تقبض روحه هو سيدنا عيسى عليه السلام، كما ورد ذكره في القرآن: «وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا».
رفع ادريس الي السماء
تختلف آراء العلماء في هذا الموضوع، حيث يعتقد بعضهم أن هناك أمراً من الله تعالى نزل إلى ملك الموت عليه السلام أن يأخذ روح إدريس عليه السلام في السماء الرابعة. وبعد نزول ملك الموت، رفع لإدريس عليه السلام جناحيه وصعد به إلى السماء حيث أخذ الله تعالى روحه. ويُعتبر النبي الوحيد الذي رُفع إلى السماء دون أن يؤخذ روحه سيدنا عيسى عليه السلام كما ورد في القرآن الكريم: "والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً".
المصدر: مواقع الويب