قصة نبي الله موسي عليه السلام مع فرعون هي قصة ذكرها القرءان الكريم، تأيداً من الله تعالي لنبيه موسي علي فرعون الملك الظالم في ذلك الزمان. في هذا المقال سنتعرف علي تلخيص قصة نبي الله موسي عليه السلام مع الفرعون منذ ولادته حتي هلاك فرعون غرقا في البحر.
![]() |
قصة موسي وفرعون مختصرة |
كهنة المعبد
في ذات يوم جاء إلي الفرعون كهنة المعبد وأخبروه بأن هناك مولود سيولد في هذا العام ويسلبه ملكه، ولحكمة إلهية ولد النبي موسى عليه السلام في ذلك العام والذي كان عام ظلم وبطش، فأمر الملك فرعون بقتل كل مولود ذكر ولد في هذا العام.
فخافت أم موسى علي صغيرها فألهمها الله تعالي فألقته في البحر داخل صندوق، وأوحى الله تعالى إليها أن لا تخاف عليه. وتمكنت أم موسى من إنقاذ ابنها من القتل، بفضل عناية الله تعالى.
قصة موسي وفرعون للأطفال
موسي في قصر الفرعون
بعد وضعه في اليم اوصلت الأمواج الصندوق إلى قصر فرعون، حيث التقطته هناك جواري القصر. رأت آسيا زوجة فرعون الصندوق، وكانت لا تنجب، فأحبته حبًا شديدًا.
تمنت آسيا أن يعيش هذا الطفل معها في القصر كابن لها ولزوجها فرعون، فطلبت من فرعون ذلك، وطلبت منه ألا يقتله. وافق فرعون على طلب آسيا، وعاش النبي موسى عليه السلام بينهم في قصر فرعون.
رفض موسى الرضاعة
عندما القت به امه في البم طلبت من أخته إتباعه وتقصي أخبره، الطفل جاع فقام فعُرضت عليه جميع الرضع فلم يقبل موسى الرضاعة من أي امرأة.
علمت أخته بهذا الخبر، فقالت لهن في القصر إنها ستأتي لهن بامرأة يقبل الطفل الرضاعة منها. وجاءت أم موسى وهي تحمد الله الذي حفظ لها ابنها واطمأنت عليه بقدرة الله تعالي.
نشأة موسى في قصر فرعون
نشأ موسى عليه السلام وشب في قصر فرعون حتى أصبح شابا قوياً. وتعلم في قصر فرعون كل ما يحتاجه من علوم ومهارات. وأصبح موسى محبوبًا من الجميع في قصر فرعون، حتى من فرعون نفسه.
قتل موسى للرجل القبطي
خرج موسى عليه السلام ذات يوم فرأى رجلين يتعاركان، أحدهما من بني إسرائيل، والثاني قبطى. طلب الذي من بني إسرائيل من موسى أن ينقذه، فجاء موسى فوخذ القبطى بيده ليبعده فمات القبطي من شدة قوت موسي عليه السلام.
وحزن موسى بعدما قتل الرجل دون أن يقصد ذلك، وأخذ يستغفر الله ويتوب إليه.
هروب موسي إلي مدين
هرب موسى عليه السلام من مصر بعد قتله للرجل القبطي، وتوجه إلى مدين. وبينما كان في طريقه، وصل إلى مكان يجتمع فيه الناس للسقاية.
رأى هناك فتاتَين تنتظران دورهما في السقاية، فسألهما عن سبب انتظارهما، فأخبرتاه أن أباهما شيخ كبير لا يستطيع سقاية غنمه وهم ينتظرون أن يأتي القوم لرفع الصخرة من فوق البئر.
قام نبي الله موسي عليه السلام برفع الصخرة من فوق البئر وسقى لهما أغنامهما، ثم توجه إلى الله تعالى بالدعاء والطلب.
سمع أبو الفتاتين ما حدث من ابنتيه، فطلب من إحداهما إحضار موسى عليه السلام لشكره. وعندما جاء موسى، شكر له الشيخ صنيعه مع ابنتيه.
واقترحت إحدى الفتاتين أن يستأجروا موسى عليه السلام للسقاية، فعرض الشيخ عليه أن يزوجه إحدى ابنتيه مقابل العمل معه في الرعي لمدة ثمانية أعوام، مع إمكانية زيادة سنتين إضافيتين إن شاء موسي.
فوافق موسى عليه السلام، وتزوج إحدى الفتاتين، وقضى تلك المدة كاملةً في مدين.
بعثة موسي عليه السلام
بعد أن قضى موسى عليه السلام فترةً من حياته في مدين، مضا إلى مصر مع أهله. وبينما يمشي في طريقه إلي مصر في ليلةٍ مظلمة، كان موسى يبحث عن نارٍ ليوقدها، فسمع صوتًا ينادي باسمه.
كان هذا الصوت هو صوت الله تعالى، الذي أخبره أنه اصطفاه ليكون رسولًا له. أمر الله تعالى موسى أن يلقي عصاه على الأرض، فتحولت إلى ثعبانٍ كبير. ثم أمره أن يدخل يده في جيبه، فأخرجها بيضاء ناصعة.
بعد أن أظهر الله تعالى لموسى عليه السلام معجزاته، أمره بالتوجه إلى فرعون وقومه ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده. طلب موسي من الله أن يشرح صدره وان ييسر أمره ويحلل عقدة من لسانه وأن يجعل له وزيرا من أهله وهو أخيه هارون.
مُواجهة موسى لفرعون
بعد أن أعطا الله تعالي لموسي ما سأله عاد موسى عليه السلام إلى مصر، التقى بأخيه هارون، وتوجها إلى قصر فرعون. وقد أذن فرعون لهما بالدخول، فبدأ موسى عليه السلام في دعوته إلى توحيد الله تعالى والرجوع عن طُغيانه.
![]() |
قصة موسي مع فرعون مختصرة |
رفض فرعون دعوته، واستخف بها، واستصغر موسى عليه السلام، وذكره بتربيته ورعايته له، وأن موسى عليه السلام قابل ذلك بقتل القبطي. فكان رد موسى عليه السلام أن ذلك لم يكن عن قصد، وأنه رسول الله إليه مع أخيه هارون.
سأل فرعون موسى عليه السلام وهارون عن ربهما، فأجاباه أن الله هو مالك الملك وخالق كل شيء. فاستخف فرعون بجوابهما، واستهان بما قالاه، والتفت إلى قومه مكذبًا كلام موسى عليه السلام، واتهمه بالجنون.
فكان رد موسى عليه السلام أن الله هو خالقهم وخالق آبائهم، وأظهر لهم المعجزات التي أيده الله بها مثل عصا موسي لتكن دليلاً على صدقه. فتعجب فرعون مما رأى، وطلب رأي قومه ومشورتهم.
أخبر قوم فرعون فرعون أن موسى وهارون ساحران يريدان الاستحواذ على ملكه وإبعاده عن أرضه، وأرشدوه إلى جمع السحرة وإبطال سحرهم.
اقرأ ايضا: تلخيص قصة موسي والخضر
مُواجهة موسى للسَّحرة
بعد أن دعا موسى عليه السلام فرعون وقومه إلى عبادة الله تعالى، رفض فرعون دعوته، واستعان بالسحرة لإبطال معجزات موسى عليه السلام.
اجتمع فرعون بالسحرة، وأخبرهم بما رآه من معجزات موسى عليه السلام، وسألهم عما يمكنهم فعله لإبطال ما جاء به موسى عليه السلام. فأخبروه بأنهم سيغلبونه بسحرهم، وطلبوا منه الأجر، فأكد لهم أنهم سيكونون مقربين منه، ومأجورين.
فلما أتى موسى عليه السلام خيره السحرة بين أن يلقوا هم أو يكون هو أول من يلقي قال لهم القوا انتم فألقوا فسحرو الناس ورمى موسي عصاه لتلقف سحرهم وليهذموا.
لم يلبث السحرة كثيراً حتى آمنوا برب موسى وهارون عليه السلام؛ لأنّهم عرفوا أنّ ما كان من موسى عليه السلام ليس سحراً، ولا يفعله إلا نبيٌّ.
غضب فرعون غضباً شديداً من السحرة، وادّعى أنّ موسى عليه السلام مَن عَلّمهم السحر، وأنّهم تابعون له. فأمر بصلب السحرة الذين شرح الله قلوبهم للإيمان ولم يخشوا من فعلة فرعون.
استمر فرعون في إنكار ما جاء به موسى عليه السلام، فأمر وزيره هامان أن يبنيَ له قصراً عالياً شاهقاً؛ ليصل به إلى أبواب السماء، ويرى إله موسى عليه السلام.
إيمان بني إسرائيل بموسي
آمن بنو إسرائيل بموسى عليه السلام بعد أن رأوا معجزاته، فأمرهم الله تعالى أن يسكنوا بيوتاً في مصر، وأن يعظ موسى عليه السلام من آمن معه، ويبشرهم بما ينتظرهم من نعيمٍ في الآخرة.
خشي فرعون من انتشار الإسلام بين بني إسرائيل، فأمر بقتل موسى عليه السلام.
إلا أنّ مؤمناً من آل فرعون كان يُخفي إيمانه، استنكر ذلك، وقال إنّ موسى عليه السلام جاء بالبيّنات من ربّه، فإن كان صادقاً فإنّ الشرَّ سيُصيبهم، وإن كان كاذباً فسيُظهر الله كذبَه، ولن يضرهم ذلك.
فتراجع فرعون عن قتل موسى عليه السلام، إلّا أنه استمرّ في تخويف أتباع موسى عليه السلام، وظلمهم.
اضطهاد فرعون لبني إسرائيل
دعا موسى عليه السلام قومه إلى عبادة الله تعالى، وترك عبادة الأصنام، لكن فرعون رفض دعوته، وبدأ في اضطهاد بني إسرائيل. كان اضطهاد فرعون لبني إسرائيل شديدًا، فقد فرض عليهم الأعمال الشاقة، وحرمهم من حقوقهم، وقتل الكثير منهم.
صبر موسى عليه السلام وقومُه على اضطهاد فرعون، وظلّوا يدعون الله تعالى أن يُنجيهم. دعا موسى عليه السلام وهارون على فرعون وأعوانه، فاستجاب الله لدعائهم، وبدأ في تعذيب فرعون وقومه.
ابتلى الله تعالى فرعون وقومه بالعديد من العقوبات، منها: احتباس المطر، ونقص المحاصيل، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم. زادت عقوبات الله تعالى على فرعون وقومه، لكنهم لم يتوبوا، بل استمروا في الكفر والعصيان.
خروج موسى وبنو إسرائيل من مِصْر
أمرَ الله -تعالى- موسى -عليه السلام- بالخروج من مِصْر ليلاً مع مَن آمن برسالته، فعلم بذلك فرعون، وغضب غضباً شديداً، فلحق به مع جنده من كلّ مكانٍ ليمنعَهم من الهروب من مِصْر.
أدرك الجند موسى ومَن معه، وكانوا قد وصلوا إلى البحر، ففزع قوم موسى لأنّهم غير قادرين على هزيمة فرعون وأعوانه، ولا يستطيعون الهرب عن طريق البحر، إلّا أنّ موسى -عليه السلام- طمأنهم؛ وذلك أنّ الله معهم، ولن يتركهم.
![]() |
معجزة شق البحر لموسي |
حادثة شق البحر وغرق فرعون
أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه، فانشق البحر وانفلق، حتى ظهرت يابسة من كل جانب. أمر الله تعالى موسى عليه السلام أن يسير مع قومه على اليابسة، وأمر البحر أن يعود إلى حاله بعد أن يعبر موسى وقومه.
لحق فرعون وجنوده بموسى وقومه، واستكبر فرعون واستخفّ بأمر الله تعالى، فدخل البحر وراء موسى وقومه، فطبق الله عليهم البحر فغرق هو وقومه جميعًا، ولم ينجُ منهم أحد.
نجا موسى وقومه من فرعون وقومه، وتحققت معجزة شق البحر، التي كانت دليلًا على قدرة الله تعالى، ونصرًا للحق على الباطل.
خاتمة
وهكذا تنتهي قصة نبي الله موسي مع فرعون بهلاك فرعون غرقا وبعبور بني إسرائيل إلي الجانب الأخر وتحديد إلي أرض سيناء.
لم تنتهي هنا قصة موسي مع قومه هنا بل كانت تلك هي البداية لتمرد وكفر بعض من سفهاء بني إسرائيل! اتمني أن تكون قد استفدتم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.