ذو الكفل هو رجل صالح وعادل، اختلف العلماء فيه فقد قيل بإنه نبي وقيل إنه عبد صالح، وقد اشتهر بقصة إغوائه من قبل إبليس، والتي انتهت بهزيمت الأخير واعتراف إبليس بصلاح ذي الكفل.
![]() |
ملخص قصة ذو الكفل |
تلخيص قصة ذي الكفل
عندما كبر النبي إليسع، أراد أن يستخلف رجلاً على الناس في حياته حتى ينظر كيف يعمل. فجمع الناس وقال: "من يتقبل لي بثلاث استخلفه، يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب؟"
فقام رجل تزدريه العين، فقال: "أنا."
فقال إليسع: "أنت تصوم النهار، وتقوم الليل، ولا تغضب؟"
قال: "نعم."
فرفض إليسع الناس ذلك اليوم، وقال مثلها في اليوم الآخر، فسكت الناس وقام نفس الرجل وقال: "أنا."
فاستخلفه إليسع على الناس.
فقام ذو الكفل على شأن الناس، وهو يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب، فكان لا ينام إلا وقت قليل خصصه للقيلولة حتى يستطيع مواصلة الليل بالنهار.
فما كان من عدو البشر الأول "إبليس" إلا أن أمر جنوده من الشياطين أن يغووا ذو الكفل، فعجزت الشياطين في إغوائه وأعياهم من فشل محاولاتهم، فتقدم كبيرهم إبليس وقال: "دعوني وإياه."
اقرأ ايضا: تلخيص قصة موسي مع فرعون
إغواء إبليس لذي الكفل
تمثل إبليس في هيئة شيخ كبير فقير ومظلوم، وجاء الشيخ إلى ذو الكفل وقت القيلولة ودق عليه الباب. فقال ذو الكفل: "من هذا؟"
قال إبليس: "شيخ كبير مظلوم."
فقام ذو الكفل وفتح الباب واستقبل الشيخ الذي راح يقص عليه مظلمة طويلة ويقول: "إن بيني وبين قومي خصومة وإنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا."
وظل الشيطان مع ذي الكفل حتى فاته وقت القيلولة وجاء موعد عمله مع الناس. فقال ذو الكفل: "عندما أذهب إلى مجلسي فإني سآخذ لك بحقك."
فشل إبليس
انطلق ذو الكفل إلى مجلسه، ليحكم بين الناس، وتجول ببصره يبحث عن الشيخ فلم يره، فانصرف ذو الكفل إلى ليله. ثم راح مجلسه في اليوم التالي فلم يجد الشيخ، فلما حان موعد القيلولة، انطلق إلى مضجعه، فجاءه الشيخ ودق عليه الباب.
قال: "من؟"
قال: "الشيخ الكبير المظلوم."
ففتح له وقال: "ألم أقل لك إذا قعدت في مجلسي فائتني؟"
فراح الشيخ يتحجج بأسباب ويخبره أنه يخشى من قومه إذا علموا، وراح يطيل الحديث حتى فات ذو الكفل وقت القيلولة لليوم الثاني على التوالي. فقال ذو الكفل: "تعالى إلى مجلسي وأنا أعطيك حقك."
اعتراف إبليس
ذهب ذو الكفل إلى المجلس، وجعل ينتظر الشيخ فلم يأت، وشق النعاس على ذي الكفل، فلما حان وقت قيلولته، انطلق وقال لبعض أهله: "لا تدعن أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق على النوم."
جاء الشيخ مرة أخرى، وراح يدق الباب على ذو الكفل، فمنعه رجل يحرس الباب، وحاول الشيخ أن يقنع الحارس أن يقابل ذا الكفل لكنه لم يستطع. فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسّور منها فإذا هو في البيت، وإذا هو يدق الباب من الداخل.
فاستيقظ ذو الكفل ووجد الشيخ داخل الدار، فنادى الحارس: "ألم آمرك ألا تدخل أحداً هذا الوقت؟"
قال: "لم يدخل أحد من قبلي، فانظر من أين أتى؟"
وأدرك ذو الكفل أن هذا الشيخ ليس بشراً، فواجهه وسأله: "أعدوّ الله أنت؟"
فاستسلم الشيطان وقال: "نعم، لقد أعييتني في كل شيء، وحاولت مراراً أن أغضبك لكنك وفيت من تكفلت به."
وسمى الرجل ذا الكفل لأنه تكفل بالأمر ووفى به ولم يخالفه.