![]() |
مرض التصلب اللويحي: الأعراض، التشخيص، والعلاج بالتفصيل |
يصيب مرض التصلب اللويحي الجهاز العصبي المركزي وهو مُمْتِدّ ومُنْتَشِر، ويُسَبّب خدَمًا على طول الحبل الشوكي والدّماغ. تعرّف على خطورة المرض، طرق التشخيص والعلاجات.
ما هو مرض التصلب اللويحي؟
يُصنّف مرض "التصلّب المتعدد multiple sclerosis" ضمن فئة الأمراض العصبية المزمنة التي تُصيب الجهاز العصبي المركزي، وهو يسبّب تلفًا في الألياف العصبية، ما يؤدي إلى تكوّن ندبات في المناطق المختلفة من الدماغ والحبل الشوكي.
يحدث هذا المرض عندما يهاجم جهاز المناعة نفسه بشكل خاطئ، فيتعرف على المادة المشبهة بالجسم في الأعصاب ويهاجمها، ويؤدي ذلك إلى ضعف الحركة والإحساس في الجسم. ويُعرف هذا المرض أيضًا باسم "التصلّب اللويحي"، ويبدأ عادةً في الشباب البالغ ويتطور مع الوقت.
لا يعرف الأسباب الدقيقة لهذا المرض، ولكن يبدو أن تدخين السجائر يزيد من خطر الإصابة به. ورغم عدم وجود علاج شافٍ لهذا المرض إلى الآن، إلا أنَّ هناك بعض العلاجات التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتبطئ من معدل تنامي الندبات في الجهاز العصبي.
أعراض مرض التصلب اللويحي
تُعَدُّ أعراض مرض التَّصلُّب العِصبِي المُتَعَدِّد من الأعراض الشائعة التي قد تظهر في الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، وقد تختلف الأعراض بشكل كبير باختلاف مدى شدة الإصابة والأعصاب المُتَضرَّرَة.
من المُتَّفق عليه أنَّ المرض يبدأ عادةً في عمر يتراوح بين 10-60 عامًا، وتظهر على الأغلب بعض العلامات والأعراض التي تشير إلى وجود مناطق تالفة في الجهاز العصبي المركزي، مثل الشعور بوخز أو تنميل في الأطراف وخلل في التوازن وضعف أو تشنج في العضلات والتشوُّش بالنظر.
ويعتمد تشخيص المرض على العلامات والأعراض الموجودة ونتائج الفحوصات الطبية التي يقوم بها الطبِّيب.
اسباب التصلب اللويحي
يُعَدُّ مرض التصلب اللويحي من الأمراض المناعية الذاتية التي يهاجم فيها جهاز المناعة النفس، وبالتأثير على طبقة الميالين تحدث تلفًا لهذا الجهاز.
يساهم العرض الوراثي بزيادة المخاوف من المرض، لكن الأسباب الدقيقة لا تزال غير معروفة. بعض الدراسات تشير إلى وجود علاقة بين العوامل البيئية ومرض التصلب اللويحي، مثل الإجهاد والتدخين، كما أن الفتيات يقعن ضحية المرض بنسبة أعلى من الذكور.
مضاعفات مرض التصلب اللويحي
تتسبب مضاعفات مرض التصلب المتعدد في العديد من المشاكل الصحية التي يجب معالجتها بعناية. فقد يعاني المريض من هشاشة العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور، بالإضافة إلى تقرحات الفراش.
وقد تتسبب هذه المضاعفات أيضاً في فقدان البصر في إحدى العينين أو فقدان القدرة على استخدام إحدى الأطراف، بالإضافة إلى ظهور الخدر في الساقين.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني المريض من تيبّس وتشنج العضلات، وحركات اهتزازية غير منتظمة. وعلى الرغم من وجود فترات يكون فيها الصحة جيدة بشكل نسبي، إلا أن التصلب المتعدد يتفاقم مع مرور الزمن ويؤدي إلى صعوبة في المشي.
كيف يتم تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد؟
لتشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد، يعتمد الأطباء على تاريخ المريض الطبي والفحص العصبي الذي يستند على اختبارات وظائف الجهاز العصبي.
يقوم الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات والاختبارات للشخص، من أهمها الفحص السريري، والتصوير بالرنين، حيث يتحقق الأطباء من وجود أي تشوهات أخرى وتحديد موضع تلف الألياف العصبية وشدته في الجهاز العصبي.
يمكن أن يكون التشخيص واضحًا استنادًا إلى الأعراض الحالية وتاريخ الانتكاسات والهدآت، وإلى الفحص السريري والتصوير بالرنين.
المؤشرات الحديثة تفيد بأن بعض الأشخاص الذين يعانون من الأعراض التي يمكن أن تظهر عند الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد ليس لديهم من الأعراض الأخرى، ولكن قد يتم تشخيصهم بناءً على الفحص السريري والتصوير بالرنين.
أنواع وشدة مرض التصلب العصبي المتعدد
يتفاوت مرض التصلب المتعدد من شخص لآخر، حيث يوجد عدة أنواع وشدة مختلفة من المرض. ومن بين أنواع التصلب المتعدد: التصلب المتعدد المتكرر الانتكاسي والتصلب المتعدد الثانوي التقدمي.
يعاني البعض من آثار الأعراض بشكل مستمر، فيما يتلاشى المرض أحياناً لدى البعض الآخر. هذا المرض يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثّر على الاتصال بين الدماغ وأجزاء أخرى من الجسم.
المبادئ المتفق عليها في تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد
لا يوجد اختبار واحد قادر على تأكيد تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد، لكن هناك مجموعة من المعايير المتفق عليها لتشخيص المرض.
يركز العلاج في العادة على تسريع التعافي من نوبات المرض، وتقليل النوبات التي تظهر في الفحوص التصويرية والسريرية، وإبطاء مضاعفات المرض.
بعض الأعراض الشائعة المرتبطة بمرض التصلب المتعدد هي التشنجات والإرهاق والاكتئاب ومشكلات سلس البول والخلل الوظيفي الجنسي وصعوبات في الكلام.
تمت الموافقة في عام 2010 على علاج جديد عن طريق الفم لمرض التصلب العصبي المتعدد، كبسولة فينجوليمود لكن تحت إشراف الطبيب المختص.
يعاني في الولايات المتحدة حوالي 914 ألف شخص، معظمهم من البالغين اليافعين، من مرض التصلب العصبي المتعدد، وتُشخَّص نحو 10,000 حالة جديدة سنويًا.
أعراض هجمة التهصلب اللويحي
تتنوع أعراض هجمة التصلب اللويحي من الأعراض البسيطة إلى الأعراض الشديدة التي تؤدي إلى إعاقة كاملة للمريض. علاوة على ذلك، فإن هذه الهجمات يمكن أن تستمر لفترات طويلة وتزيد في الأعراض الخطيرة بمرور الوقت.
لذلك، يجب على المصابين بالتصلب اللويحي البحث عن العلاج والاستشارة الطبية على الفور عند ظهور أي من هذه الأعراض.
العلاجات المختلفة لمرض التصلب العصبي المتعدد
علاج التصلب المتعدد هناك العديد من الطرق العلاجية لمرض التصلب المتعدد، ورغم عدم وجود الشفاء النهائي، فإن العلاجات المختلفة تهدف إلى التخفيف من أعراض المرض وتبطئ تطوره.
يشمل العلاج استخدام الكورتيكوستيرويدات، وهي أدوية يمكن حقنها بالوريد، وتقليل الالتهابات وتخفيف الأعراض الناجمة عن التصلب المتعدد.
كما يوجد أدوية تؤخذ عن طريق الفم، ومن بين هذه الأدوية يوجد عقارٌ يسمى فينجوليمود وهو أول دواء موافق عليه لعلاج مرض التصلب المتعدد.
هناك أيضًا العلاج بالبروتون، والذي يستخدم لعلاج عدة أمراض بما في ذلك مرض التصلب المتعدد. يهدف العلاج إلى التحكم بالأعراض المصاحبة للمرض وإيقاف تطوره، وتختلف أدوية العلاج عن بعضها البعض حيث يغيّر كل دواء سيرورة المرض بطريقةٍ مختلفة.
لذا يجب التواصل مع الطبيب المعالج لإيجاد الطريقة العلاجية المناسبة لمريض التصلب المتعدد.
كيفية تحسين جودة الحياة لمرضى التصلب اللويحي
هناك العديد من الطرق لتحسين جودة حياة مرضى التصلب العصبي المتعدد. يجب الاهتمام بالنظام الغذائي الصحي واتباع التوصيات الغذائية المناسبة لهذا المرض.
كما ينصح بالمشاركة في النشاط الرياضي المناسب والمناسبة للحالة الصحية. بالإضافة إلى ذلك، يجب التواصل مع الأطباء بشكل منتظم وتناول الأدوية حسب التوصيات الطبية.
يجب أن يكون الشخص المصاب بالتصلب العصبي المتعدد متفائلاً وصبورًا مع العلاج ويحاول دائمًا الحفاظ على نمط حياة صحي ونشط. يجب أيضًا العمل على تخفيف التوتر والاكتئاب الذي قد يصاحب هذا المرض. عند اتباع هذه الإرشادات والتوصيات، يمكن للمصابين بالتصلب العصبي المتعدد تحسين جودة حياتهم والتعامل مع الأعراض بطريقة مُجديّة.