كيف تتشكل العواصف الرملية وتأثيرها السلبي والإيجابي علي البيئة


الصحراء الكبرى هي مصد لأقوى العواصف الرملية علي الإطلاق، في هذا الموضوع سنتطرق إلي فهم ظاهرة العاصفة الترابية وتأثيراتها علي البيئة.

عندما تكون في منزلك تشرب كوب شاي أو قهوة ثم تنظر عبر النافذة! ما هذا عاصفة رملية ضيف ثقيل طل علينا؟ ولهذا على الرغم من تأثر بعض الدول الصحراوية وشبه الصحراوية وبالأخص العربية بزيادة العواصف الترابية، إلا أنه من المتوقع أن تعمل الصحراء الكبرى على تقليل انبعاثات الغبار هذه، مما سيؤثر على البيئة بشكل سلبي حول العالم.

كيف تتشكل العواصف الرملية وتأثيرها السلبي والإيجابي علي البيئة


أنواع العواصف الرملية

تعتبر العواصف الرملية من أكثر أنواع العواصف شيوعًا وخطورة التي تحدث في أجزاء كثيرة من العالم، خاصة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية. لإنها ناتجة عن الرياح القوية التي ترفع كميات كبيرة من الرمال والأتربة من الأرض وتنقلها من مكان إلى آخر بإستخدام الهواء. 

للعواصف الرملية العديد من الفوائد والأضرار. لأنها تساعد على تسميد الأرض مما يعني توفير العناصر الغذائية للنباتات والحيوانات. ومع ذلك، يمكن أن تسبب أيضًا أضرارًا للمحاصيل والمنازل والبنية التحتية الأخرى. 

يمكن أن تشكل أيضًا خطورة على الإنسان والحيوان، حيث يمكن أن تدخل الرمال في عيونهم ورئتيهم وتسبب مشاكل في الجهاز التنفسي. 


هناك ثلاثة أنواع رئيسية من العواصف الرملية: العواصف الترابية والعواصف الرملية والعواصف العادية.


ما هي أضرار العواصف الترابية

تتسب العواصف الترابية أضرارا صحية واقتصادية عدة للدول العربية؟ بما في ذلك مايلي:

      • وجود لون سماء برتقالية.
      •  تعطل عمل القطاع الرسمي داخل الدولة
      • تعطل الحركة الجوية.
      • مئات الأشخاص يعانون من أمراض تنفسية متعددة.

العواصف الرملية في العراق

هكذا بدت بلاد الرافدين العراق في عام مضا تقريباً في  أبريل ومايو الماضيين.

حيث تعرض العراق لعواصف ترابية عنيفة في الشهرين المذكورين وخلفت آلاف المرضى خنقا في المستشفيات، وامتدت العواصف إلى عدد من الدول الأخرى مثل الكويت وسوريا وإيران والسعودية والإمارات.


الصحراء الكبرى هي موطن لأقوى العواصف الترابية 

تضرب العواصف الترابية منطقة الشرق الأوسط كل عام لاحتوائه على اثنتين من أكبر صحاري العالم، الصحراء العربية التي تمتد بين عدة دول خليجية، وأكبر صحراء حارة في العالم الصحراء الكبرى وأكبر مصدر للغبار في شمال إفريقيا.


ولم تضرب العواصف الترابية دول المنطقة فحسب، بل يمكن أن تؤثر على العديد من الدول الأخرى أيضًا. 

في شهر مارس الماضي، اكتشفت وكالة ناسا عواصف ترابية قادمة من الصحراء الكبرى، ووصلت إحداها بولندا وجمهورية التشيك والنمسا. 

باستثناء الدول الاسكندنافية، لأن تلك الصحراء تنتج أكثر من 400 مليون طن يمكن أن تنقلهم العواصف الترابية إلى البلدان النائية، مما يؤثر على البيئة والمناخ.


تقع هذه الصحراء الضخمة على قمة عدد كبير من الصخور القديمة التي تعود إلى عصر ما قبل الكمبري، والتي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 900 مليون سنة مضت، ودُفنت هذه الصخور وذابت خلال تلك السنوات، وتغيرت خصائصها بطرق عديدة حتى وصلوا إلى سطح الأرض.


بسبب الجفاف في المنطقة وقلة الأمطار وزيادة قوة الرياح، تستمر هذه الصخور في التآكل حتى تتشكل جزيئات الغبار الدقيقة التي تحمل عناصر مفيدة للبيئة.


علاقة العواصف الرملية بغابات الأمازون 

يمكن أن تصبح التربة التي تصل إلى غابات الأمازون المطيرة سمادًا عضويًا (Shutterstock)، لتلك الغابات الإستوائية يغذي الغبار الغابات والمحيطات ويقمع الأعاصير.

يشير تقرير صادر عن " The Conversation " إلى أن حوالي 20 في المائة من إجمالي الغبار المنبعث من الصحراء يصل إلى الأمازون، حيث يعمل كسماد عضوي للأشجار.


فوائد العواصف الرملية للبيئة 

كيف تتشكل العواصف الرملية وتأثيرها السلبي والإيجابي علي البيئة


  • ويظهر التقرير أنه بالإضافة إلى البوتاسيوم والكالسيوم والحديد، فإن التربة التي يتم جلبها من الصحراء غنية بالفوسفور، وهو العنصر الغذائي الرئيسي للنباتات في غابات الأمازون المطيرة. 


  • تعمل التربة أيضًا كسماد بحري، حيث تنتقل بواسطة الرياح إلى البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الأطلسي، وتوفر الحديد الحيوي للأعشاب البحرية، التي تعد مصدرًا غذائيًا للعوالق البحرية.


  • تساعد الرياح الترابية على إخماد الأعاصير القوية التي تضرب المحيط الأطلسي لأن هذه الرياح تتميز بجفاف شديد، على عكس طبيعة الأعاصير المدارية التي تتغذى على الهواء الحار الرطب.


العواصف الرملية تؤثر في المناخ وتتأثر به

وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، يعمل الغبار الجوي مثل غازات الاحتباس الحراري علي إمتصاص الغبار وبعض ضوء الشمس الذي يمر عبر الغلاف الجوي ويبدده، مما يحد من مساره إلى الأرض.

أوضح خبراء المناخ، في تقرير نُشر على موقع المنتدى الاقتصادي العالمي، أن الزيادة في شدة العواصف الترابية في منطقة الشرق الأوسط ترجع إلى تغير المناخ، المتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن الإجراءات البشرية وزيادة معدل حدوث العواصف الترابية. كما يزيد من التصحر الذي قلل ويقلل من مساحة الأراضي الصالحة للزراعة.


قد يتم تقليل انبعاثات الغبار من الصحراء في المستقبل

من اجل مواجهة الأتربة الصحراوية تعمل حاليًا دول الساحل على زيادة التشجير بها عبر زرع الأشجار ودعماً لمبادرة بناء السور الأخضر العظيم

وأوضح بوزاتا أن نماذج المحاكاة تشير إلى انخفاض بنسبة 10 في المائة في انبعاثات الغبار من الصحراء إلى المحيط الأطلسي. قد يحسن جودة الهواء ويزيد فرص هطول الأمطار على طول ساحل غرب أفريقيا.


وأضاف أن زيادة الرطوبة في منطقة الساحل بأفريقيا قد تقلل من انبعاثات الغبار في المستقبل، وتقوم هذه الدول حاليًا بإعادة تشجير المنطقة لالتقاط المزيد من الرطوبة من خلال بناء الجدار الأخضر العظيم GGW.


قال بوزاتا في نهاية عرضه إنه يجب على العلماء الاستمرار في دراسة الاستجابات المحتملة لزيادة الرطوبة في منطقة الساحل، والتي لا تزال تتجاهلها الأبحاث الحالية.