الروائي جون كارنج يروى في كتابه أغرب حكايات السحر عن طبيب مصري الخارق للطبيعة : كيف كان يعود إلى الحياة بعد الموت يروي ما شاهد عن طاهر بك، والذي كان يمارس امورا تعد خارقة للمنطق والواقع.
![]() |
الدكتور طاهر بك المصري |
أن جون كارنج لم يرى أن طاهر بك كان ساحر كما صوره البعض، ولكنه كان يعتقد أن أي شخص يمكنه أن يفعل ما يفعله، مه ما كان خارق للطبيعة.
إن علم السر وأن جل ما في الأمر يحدث نتيجة الضغط على بعض المراكز العصبية.
- ما هيا قصة طاهر بك
نروي قصة الدكتور طاهر بك لنستحضر من بين عبقها معادلة فيثاغورس الرياضية ونظريات سقراط التوحيدية، و نظريات أفلاطون المثالية، و نظريات أرسطو المنطقية.
لتأخذك أساطير هذه الحضارة العظيمة إلى عالم من الإبداع والأمور الخارقة للطبيعة، لتكون تلك الحضارة التاريخية شاهدة على ولادة أسطورة تاريخية لا مثيل لها في العصر الحديث.
تمثلت في الطبيب المصري طاهر بك والذي هو موضوع مقالنا هذا اليوم فما قصة ذلك الرجل؟
ولكن بعد هذه المشاهد الخارقة للعادة هل تعتقدون أن ما قام به طاهر بيك هو أحد فنون السحر أم أن للأمر وجه آخر؟.
ربما هو طبيب واستند إلى نظريات علمية يظل طاهر بك أسطورة عظيمة في التاريخ المصري، والتاريخ الحديث.
وما زلنا حتى اليوم نرى أشخاصا يقومون بشيء قريب من ما قام به طاهر بك، ويبقى السؤال هل لدى أجسامنا قدرات أعلى مما نتصور؟
- طاهر بك الذي عاد من الموت؟ وما سر قدراته التي لا يستوعبها عقل.
وسط معارضة رجال الدين الذين رأوا أن هذه التجربة تمثل تناقضا مع أي دين، قام طاهر بك بأعظم إنجازلاته عندما قام بدفن نفسه 28 يوم في التراب ليخرج منها حيا وكأنه لم يلاقي الموت للحظة.
وبعد أن أخذ موافقة السلطات اليونانية للشروع في هذه التجربة، أعلن عن نيته عن دفن نفسه لمدة 28 يوم في التراب، واستطاع بحضور بعض العلماء لكي يثبت لهم أنه لن يقوم بأي عملية احتيال أو غش.
بل إن حقيقة الأمر أنه سيدفن نفسه ولن يعتمد على شيء سوى على قدراته الخارقة، وتحت شروط مشددة لا تسمح بأدنى قدر للتشكيك في صدقها..
بعد فحص دقيق للموقع الذي سيدفن نفسه فيه، جاء المساعدان بالنعش وتم التأكد من عدم وجود إمكانية لدخول الهواء إليه.
وبعدها دخل طاهر بك في حالة الإغماء الكلي، بعد أن وضع يده على صدره ويده الأخرى على قفاه وضغط بقوة بأصبعه وبيده الأخرى على جبهته.
ثم تنفس بقوة وأغلق عيناه ودخل في حالة إغماء كامل وسقط جسده كما تسقط الخشبة، ثم تنفس بقوة وأغلق عيناه ودخل في حالة إغماء وسقط كالميت.
ليتجمد جسده كقطعة خشب الأطباء قاموا بفحصه ليجدوا أن دقات قلبه قد توقفت تماما وكذلك توقفت أنفاسه.
تم وضع الجسد في النعش، وتم وضع قطعة قطن كبيرة في فمه ثم غطي النعش بالرمال الحمراء. إلى آخره و وسط مشاعر ممزوجة بالاندهاش والخوف في نفس الوقت، جلس الأطباء يرجحون فكرة أنه لن يخرج من هذا النعش حيا.
وذلك بعد أن سيطروا وفتشوا كل شيء وعلموا أنه لن يستطيع أبدا أن يخدعهم في التنفس من خلال هذا النعش، محدثين أنفسهم بأنه إذا عاد هذا الرجل للحياة فإنها ستكون قدرات خارقة للطبيعة.
وبعد انقضاء ال28 يوم وجاء اليوم المشهود قام المساعدان بإخراج الجسد من النعش، وكان لون الجثة أقرب إلى اللون الرمادي ومتصلب تماماً. معتقدين أن التجربة قد باءت بالفشل، وأن طاهر بك قد فارق الحياة، ولكن بعد دقائق من فتح النعش جاءت الصاعقة على رؤوسهم.
بدأ طهر بك يتنفس ببطء وبدأت جفون عينيه تتحرك، وبعد 10 دقائق تماما عاد لطبيعته وكأنه لم يعد من الموت. حيث قال لا أذكر شيئا بالمرة عن ما حدث لي بعد أن أغلقت عيني، وحتى استيقظت في اللحظة التي حددتها لنفسي.
بهذه الكلمات توجه طاهر بك إلى الواقفين في اندهاش كبير وكأن على رؤوسهم الاطباء، بعد تلك التجربة في الحضارة الإغريقية قام طاهر بك بالطواف في العديد من دول العالم وفي مقدمتهم إيطاليا وسيبريا وبلغاريا.
- الخارق للطبيعة في إيطاليا
وفي إيطاليا تم اختباره قدراته وقام بعض العلماء بوضعه في نعش ثم إلقاء هذا النعش في حمام السباحة، وبعد 1/2 ساعة جاءت قوات الشرطة لوقف هذه التجربة.
اقرأ ايضا: ماذا لو كان الانسان خالدا لا يموت
- الطبيب المصري فرنسا
وقام بتكرار هذه التجربة لمدة يوم كامل في فرنسا، ليتأكد من عدم وجود أي أنابيب ربما تساعده على التنفس، وهو في ذلك النشاط هربا أعرب عن سعادته بتلك التجربة الفرنسية.
ذلك لأن بعض المنتقدين زعموا أن الهنود الدراويش الذين مروا بهذه التجربة بالدفن أحياء كانوا يصنعون قنوات سرية محفورة في الأرض تمكنهم من استمرار التنفس، ولهذا السبب فإن التجربة تحت الماء تمكن العلماء من مراقبة هذه التجربة عن كثب.
- ذاع صيت طاهر بك في العالم
استدعاه الملك فؤاد وكذلك ملكي إيطاليا ورومانيا، لرؤية هذه القدرات الخارقة التي يعجز أي عقل عن تصديقها ليروا معجزة طاهر بأنفسهم. وما أن استقر طاهر في شقته الفخمة في القاهرة وبدأ بالقيام بإجراء بعض التجارب، حتى جاءه الصحفي بول برونتون وأراد التحقق بنفسه من هذه التجارب الخطيرة.
لأنه لم يكن يصدق ما يشاع في ذلك الوقت عن طهر بك الخارق للطبيعة، وبالفعل حصل برونتون على موعد مع طاهر بك وعندما سأله عن سر قيامه بهذه التجارب وسر قدراته الخارقة أجابه طاهر بك قائلا: يجب أن نعترف بالإمكانيات الهائلة التي نمتلكها جميعا فالناس الذين يرون هذه الظاهرة نوع من السحر.
أو شيء خارق للطبيعة مخطئون ولم يفهموا أن هذه الأشياء علمية تخضع لقوانين الطبيعة الروحية والتي لا تفهم بشكل كامل.
ولكي يطمئن قلب برونتون اتفق مع طاهر بك أن يقوم بتنفيذ التجربة أمامه، وبالفعل قام برونتون بجمع عدد من الأطباء ليروا سلسلة التجارب التي يقوم بها طاهر بيك.
وجاء اليوم الموعود وارتدى طاهر بك جلبابا أبيض ورداء على رأس مربوطا بخيوط من اللونين الذهبي والأزرق.
بينما علق على صدره سلسلة تنتهي بنجمة خماسية، ووقف و وضع يديه على صدره منتظرا لحظة البداية. وعلى منضدة في الحجرة كانت هناك بعض الأشياء التي فحصها الحاضرون، فقد كان عليها بعض الخناجر الصغيرة والمسامير وبعض قطع الزجاج.
كان هناك لوح خشبي مملوءا بالمسامير وقطعة من صخرة ثقيلة، وميزان، ومطرقة، وأرنب، ودجاجة مربوطان من القدم وموضوعان في سلة. وكان هناك أيضا نعش طويل وصندوق أكبر وأطول، و كومة من الرمل الأحمر، ومجموعة من المناشف الصغيرة.
انطلقوا في التجربة، وما أن لمس طاهر قفاه بيده وضغط بأصبعه بقوة، وبيده الأخرى على جبهته بدأ يتنفس بقوة ،وخلال دقيقة أغلق عيناه ثم أصدر صرخة ودخل في حالة إغماءكاملة.
حتى أنه سقط مثل رجل ميت وأصبح جسده متجمد كقطعة من الحجر، قام المساعدان بتعرية الجزء الأعلى من جسده ووضعوه على المنضدة.
وفي هذه اللحظة قام أحد الأطباء بقياس ضربات القلب فوجدها "130 وهو ضعف الرقم الطبيعي"، ثم جاء المساعدان بقطعة الصخر الجرانيت التي يبلغ وزنها 90 كيلو جراما. ثم وضعاها على بطن طهر بيك العارية، وقام بالضرب عليها بالمطرقة بقوة بينما الجسم لا يزال متصلبا.
حتي انشطرت الصخرة إلى قطعتين، وبعد ذلك وضعوا طاهر بك على اللوح الخشبي المغطى بالمسامير. وقطع الزجاج و وقف أحد مساعديه على صدره، و وقف الآخر على بطنه وكان كل منهما يقفز إلى أعلى وينزل، وعندما فحصوا ظهره لم يجدوا أثرا لأي شيء في ظهره ولم تظهر نقطة دم واحدة وعند قياس نبض وجدوا أنه قد وصل إلى 132.
- دبوس الموت
لم يسترح الطبيب المصري طاهر بك أكثر من دقيقتين حتى خضع لاختبار آخر، فقد طلب الأطباء أن يخرقوا فكيه بدبوسين صغيرين. وقام أحدهم بالفعل بإدخال دبوسي من الخارج إلى داخل الفك، وكان طاهر بك مستيقظا ومدركا لما يحدث، ولكنه لم يظهر عليه أي ألم.
الشيء الذي أدهش الأطباء أكثر أنهم لم يجدوا أي أثر لدماء على جسده، وسأل أحد الأطباء طاهر بك إذا كان يستطيع أن يخرج دماء من جروحه. وعلى الفور بدأ الدم يتدفق حتى غطى صدره، وعند نقطة معينة توقف جريان الدم باستخدام قوة الإرادة وخلال دقائق قليلة كانت الجروح قد شفيت تماما.
- المرور على مشتعل جمر من النار
المرور علي الجمر؛ كانت هي أيضا إحدى التجارب التي قام بها طاهر بك، والتي نفذها دون أن يبدو عليه أي تغير أو ألم. وهنا أجرى أحد الأطباء عليه تجربة ليعرف إذا كان قد تناول مخدرا، وثبت عدم وجود أي شيء غير عادي.
بعد ذلك قام طاهر بك بتجربة قدرته على السيطرة على الحيوانات بتنويمهم مغناطيسيا بالضغط على عصب في رقبة كل من الأرنب والدجاجة. بعدها كان كل من الأرنب والدجاجة لا يتحركان من المكان الذي يضعهم فيه طاهر بك.
وبعد أن إنتهت التجارب وصدق طاهر بك في قدراته، قاله طاهر بك: البعض يظنون خطأ أنهم عندما يضعون المسامير في فكي فإن كل ما أفعله هو إجبار إرادتي على مقاومة ذلك الألم.
وإذا كان هذا صحيحا فلماذا لا تظهر أي جروح على جسدي بعد كل هذا ال وغز؟ الحقيقة أنهم لم يستطيعوا بعد التخلص من طريقة تفكيرهم، التي اعتادوها ولم يتصوروا حقيقة تفسيراته لما يحدث.
- إن ما يحدث يعود إلى إثنين من الأسرار الأول هو الضغط على المراكز العصبية.
- والثاني القدرة على الدخول في حالة إغماء أشبه بالغيبوبة، ويمكن لأي شخص مناسب ومستعد للدخول في تدريب طويل قمت به حتى أسيطر على نفسي لأداء ما أقوم به.
وبدون هذا فإنني لا أدعي أنني أتحمل هذا الألم، فلست مثل هؤلاء الهنود الذين يتطوعون لتحمل الألم والمعاناة.
لقد تناولنا لكم قصة الطبيب المصري الذي عاد للحياة بعد موته، وكيف حكي الذي شاهده، فقط من باب التسلية ليس من علم الغيب. بل أنه في النهاية مات كما يموت كل البشر. نرحب بكل آرائكم واقرأها جميعا بلا استثناء شكرا وإلى اللقاء.
المصدر: أغرب حكايات السحر